تعد سوق السيارات واحدة من أبرز القطاعات التي تأثرت سلبيا بجائحة كورونا، والحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، في ظل نقص الإمدادات وأزمة الرقائق.
تأثرت مبيعات معظم شركات السيارات بنقص أشباه الموصلات واضطرابات سلاسل التوريد الناتجة عن جائحة كوفيد-19 والتي بدأت في 2020 واستمرت تأثيراتها حتى العام الماضي بشكل أقل.
وتواجه شركات السيارات تحديا جديدا خلال الفترة الحالية مع بدء الصراع الروسي في أوكرانيا، حيث أن بسبب الارتفاع الحاد في أسعار النيكل وهو معدن يتم استخراجه من روسيا ويستخدم في صناعة البطاريات المتقدمة.
الصدمة التي ستتلقاها سوق السيارات في 2022 تتمثل في تراجع المبيعات، حيث توقع تحليل لـ”مركز أبحاث السيارات” الألماني في دويسبورج، أن يبلغ عدد السيارات التي سيتم بيعها حول العالم نحو 67.6 مليون سيارة.
ويمثل هذا التراجع أسوأ الأرقام للقطاع، حيث ستكون مبيعات العام الجاري أقل بنحو مليون سيارة مقارنة بعام كورونا الأول 2020 وأدنى قيمة منذ 2011.
لكن هذه التوقعات تتعارض مع تقديرات مؤسسة IBISWorld المتخصصة في الأبحاث، والتي قالت إنه من المتوقع أن ينمو حجم سوق صناعة السيارات بنسبة 5.3% في عام 2022 ليصل إلى 3.8 تريليون دولار، وفقا لـ”فوربس”.
ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية، أرجع المركز الألماني السبب الرئيسي للركود إلى مشكلات كبيرة في الإنتاج نتيجة نقص قطع الغيار، مؤكدا أنه مع نقص العرض أصبح للشركات مطلق الحرية تقريبا في زيادة الأسعار.
ويتوقع المركز أن تسجل أوروبا أكبر الخسائر بتراجع قدره10.1% في المتوسط مقارنة بالعام الماضي. ووفقا للتوقعات، سيُباع في ألمانيا هذا العام 2.47 مليون سيارة جديدة، بتراجع قدره نحو 6% مقارنة بالعام الماضي.
أزمة الرقائق
تمثل أزمة الرقائق واحدة من أبرز المشكلات التي ضربت قطاع السيارات خلال الفترة الأخيرة، ويعود النقص العالمي في أشباه الموصلات، لزيادة الطلب من شركات صناعة السيارات، وشركات الصناعة الإلكترونيات الاستهلاكية، في ظل ضعف انتاجها عالميًا.
أصبحت السيارات تعتمد بشكل متزايد على الرقائق في كل شيء بدءًا من إدارة الكمبيوتر للمحركات، لتحسين الاقتصاد في استهلاك الوقود، إلى ميزات مساعدة السائق مثل الكبح في حالات الطوارئ.
أضرّ نقص الرقائق بإنتاج السيارات في شركات صناعة السيارات بما في ذلك جنرال موتورز General Motors وفولكسفاجن Volkswagen وشركة فورد Ford، وفقا لـ”فوربس”.
بلغ حجم سوق أشباه الموصلات العالمي 439 مليار دولار عام 2020، بزيادة قدرها 6.5% مقارنة بإجمالي عام 2019 البالغ 412.3 مليار دولار، وفقا لرابطة صناعة أشباه الموصلات (SIA).
وتتوقع الرابطة أن يصل حجم السوق إلى 726.73 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027، مما يمثل معدل نمو سنوي مركب بنسبة 4.7% خلال الفترة المتوقعة.
مبيعات 2021
احتفظت شركة السيارات اليابانية تويوتا موتور Toyota Motor بمركز الصدارة في ترتيب أكبر 5 شركات سيارات من حيث المبيعات في العالم لعام 2021، حيث بلغت مبيعاتها 10.5 مليون وحدة مقابل 9.5 مليون سيارة في عام 2020.
وتحلق تويوتا بعيدًا عن أقرب منافسيها وهي مجموعة فولكسفاجن الألمانية Volkswagen التي حققت مبيعات بلغت 8.6 مليون وحدة بتراجع سنوي 6.3% في عدد الوحدات مقابل عام 2020، فيما حلت شركة ستيلانتس Stellantis التي يقع مقرها في هولندا بالمركز الثالث بعد بيعها نحو 6.6 مليون وحدة العام الماضي مقارنة بنحو 6.3 مليون سيارة في العام السابق له.
وجاءت شركة صناعة السيارات الأمريكية جنرال موتورز General Motors في المرتبة الرابعة رغم تراجع مبيعاتها إلى 6.3 مليون وحدة في العام الماضي مقابل 6.8 مليون سيارة في عام 2020، متقدمة على منافستها الصينية سايك موتور SAIC MOTOR التي حلت خامسةً مع هبوط مبيعاتها 2.48% إلى 5.5 مليون وحدة العام الماضي مقابل 5.6 مليون سيارة في عام 2020.